” انتقام بمنطق الحب” الجزء الثامن والعشرون
بعد مرور ثلاثة أيام سمح الطبيب بخروج إياد من المستشفى ولكن اعطاه بعض التعليمات لانه لم يتعافى بشكل كامل
يجلس إياد على الكرسي المتحرك ويدفعه يونس من خلفه أردف : أخيرا هترجع بيتك ، حمدالله على سلامتك
إياد : الله يسلمك يا يونس
رغد : تاخد بالك من نفسك يا إياد زي ما الدكتور قال ، بلاش حركة كتير ولا عصبية عشان جرح معدتك مش يفتح تاااني
إياد : والله حفظت الكلام ده هو أنا عيل صغير يا رغد
أحلام : مهما كبرت هاتكون في نظري ابني الصغير اللي بخاف عليه من الهوا ، هحطك جوه عيوني لم تقوم بالسلامة وتبقى أحسن من الأول يا ضنايا
إياد : ربنا يبارك لي فيكي يا ست الكل
خرج الجميع من المشفى
ساعد يونس إياد في النهوض وأعطاه عكازة ليستند عليه
إياد : تعبتك يا يونس معايا
يونس : متقولش كده ، تعبك راحة
أميرة : إيا… قصدي دكتور إياد
أحلام في سرها : ودي جاية ليه تاني مش عملت الواجب عايزة ايه تاني ؟
إياد وهو يتقدم نحوها مستنداً على عكازة : عرفتي منين إني خارج النهاردة
أميرة : رغد قالت لي
إياد…………
على بعد مسافة قريبة
أحلام لرغد : البت دي جاية ليه ؟
رغد : ليه يا خالتي بتقولي كده هي مضيقاكي؟
أحلام : لا خالص أضايق ليه ، بس مش مرتاحة لعلاقتهم دي مش علاقة شغل أبداً اهتمامهم ونظراتهم غريبة في حاجة أنا احساسي ميكدبش
رغد : ولنفرض ايه المشكلة؟
أحلام ………..
في الإسكندرية
في منزل الدمنهوري
مي : بجد يا يامن هننزل القاهرة بكره
يامن : أيوة جهزي نفسك والعيال
مي : أخيراً
يامن : هو في ايه لكل ده
مي : مبسوطة إني هنزل القاهرة آخر مره زورتها قبل ما اشتغل معاك في الاستوديو من حوالي خمس سنين متخيل
يامن : وطلبك هيتنفذ بكرة
تلتقط مي هاتفها من جانبها أردفت : أنا هكلم رغد وأبلغها
في منزل الصاوي
حازم وهو يفتح أعينه على مصراعيهاأردف : نهارك أبيض ومنيل بتعملي ايه ؟ عايش مع ديناصور نفسي افهم الأكل اللي بتاكليه بيروح فين؟
رانيا وفمها ملئ بالطعام أردفت : مش بإيدي ، وبعدين أنت مضايق ليه هو أنا باكل منك
حازم : ابلعي الأول وبعدين اتكلمي
ابتلعت رانيا الطعام وأردفت : هات كباية العصير اللي جمبك دي
التقط الكأس ونظر له وأردف : أنتي هتشربي ده لوحدك
رانيا : لا
أردف باستغراب : بس أنا مش هشرب منه أنا على أخري
رانيا وهي تلاعب حواجبها بمشاكسة: ومين قالك أني هسمح لك تشاركني فيه ، قصدي ابني وملست على بطنها المنتفخة بحنية
حازم : كده كتييير أنا تعبت
رانيا : هو أنت الحامل ولا أنا وبعدين الحق عليا عايزة ابنك ينزل حلو كده ولا عايزة يكون شبه البرص يتزحلق مننا منعرفش نمسكة
حازم: يتزحلق ؟ هو صابونة يخربيت هرمونات الحمل اللي جت على دماغي
في القاهرة
رغد : بجد طبعا يا حبيبتي هستناكم مع السلامة
يونس : مين دول اللي هتستنيهم ؟
رغد : مي صاحبتي جاية بكرة هي وجوزها عندنا
أحلام : كده كتييير
وتركت يونس ورغد واتجهت لابنها
رغد: استني يا خالتي
ولكنها لم تستمع لها
أحلام: مش كفاية ولا ايه خمس دقائق واقف على رجلك وده غلط عشان جرحك
إياد : دقيقتين بس يا أمي بتكلم مع أميرة في الشغل
أحلام بعصبية : شغل ايه وزفت ايه ؟ صحتك أهم
أميرة : أنا آسفة يا طنط مش قصدي والله
أحلام بنظرة ثاقبه : ولا يهمك يا حبيبتي يلا يا إياد عشان الوقفه غلط عليك وسحبت إياد معها
أميرة : أنا ليه حاسة أنها مش طيقاني كده أمال لم تعرف بعلاقتنا هتعمل ايه ؟
إياد بضيق : ينفع اللي عملتيه ده يا أمي ؟ ايه المعاملة دي
أحلام : عملت ايه ؟ كل ده عشان خايفة عليك
يونس : استهدوا بالله كده يلا بينا البيت ونتكلم براحتنا
رغد : تعالي يا خالتي أركبي ونظرت ليونس وأردفت: ساعد إياد يا يونس
في منزل مكاوي
نادية : مالكم فيه ايه ؟
إياد : مفيش أنا رايح أوضتي
نادية : كل يا حبيبي الأول وبعدين أدخل أوضتك
إياد : مليش نفس
نادية : هو فيه ايه ؟
أحلام وهي توجه بصرها لإياد أردفت : إياد أنا عايزة أعرف الحقيقة ايه علاقتك بأميرة بالظبط في كيمياء غريبة بينكم
إياد بوضوح : بحبها وهتجوزها
أحلام …………
في إحدى المناطق الشعبية
تجلس إمرأة صعيدية ترتدي جلباب أسود في انتظار ابنها
دلف ابنها الشقة وأردف بلهجته الصعيدية: قاعدة ليه إكده ياما
إحسان: منتظراك يا ولدي ، بعد عن ابن مكاوي أنت مش قده ولا قد عائلته واصل أنسى يا ولدي وخليك زين
مختار : أنسى كيف ياما اتهوست في نفوخي إياك عشان أنسي اللي حصل لي
إحسان : عتعمل ايه أكتر من اللي عملته توب يا ولدي الماضي هيدمرك ويقصف عمرك
مختار : لا ياما على جثتي
إحسان: اسمع كلامي أرچع معايا عند بلدك وناسك وعزوتك
مختار : هرچع ياما بس بعد ما أنتقم
يا ترى مين مختار وايه حكايته ؟
في منزل مكاوي
أحلام : كلمها يا إياد خليها تيجي هنا بالليل
إياد : بالسرعة دي ،ناويه على ايه يا أمي
أحلام : عايزة أطمن وأقيم اختيار ابني ولا مش من حقي
إياد : حقك ونص يا أمي حاضر
نادية : ربنا يستر يا رغد
رغد : تفتكري لم تعرف أن أميرة مطلقة هتوافق ؟
نادية : هو ده اللي أنا خائفة منه تعالي نحضر الغداء وبعدين نشوف ايه اللي هيحصل
بعد ساعتان
يدق هاتف أميرة ب أسم إياد
التقطت هاتفها وأردفت : إياد
إياد : قلبه وروحه
أنا بعتذر على تصرف أمي حقك عليا
أميرة : لا عادي مش مهم حصل خير ، طمني جرحك أخبارة ايه ؟
إياد : يعني شوية هادي وشوية يتعبني لو اتحركت كتير
أميرة : لا إياد خلي بالك على نفسك عشاني
إياد : حاضر وصمت لثوان وأردف : أميرة أنا هبعت لك عنوان البيت على الواتس تعالي النهاردة بالليل
أميرة : نعم ؟ وليه ؟
إياد : دي أوامر الكبيرة هي اللي طلبت كده
أميرة بتوتر : مامتك ؟بس ليه وعشان ايه ؟
إياد : أنتي خايفة من ايه ؟
أميرة : لازم أخاف يا إياد أنت متخيل رده فعلها لم تعرف إني مطلقة هيكون ايه لالالا مش هينفع أجي عندكم
إياد : لامتى ؟
أميرة : هو ايه ؟
إياد : كده كده لازم تعرف وتتقبل الوضع ، عشاني دي أمي لازم أكبرها وأكون صريح معاها من البداية لأن دي حقيقة مينفعش تستخبى وده مش بإيديك ده قدر ونصيب وإن شاء الله هتستوعب ده
المواجهة والصراحة يا أميرة مفيش أحسن منها ومتخافيش أنا في ظهرك زي الصخرة مهما واجهتي انتقادات تأكدي إني هكون في صفك دائما، طول ما أنا معاكي عايزك تاخدي كل خطواتك وأنتي مطمنه، مش هيأس مستعد أواجهه الدنيا كلها عشانك وأنا واثق أن حبنا وعلاقتنا هتنتصر في النهاية
في غرفة الضيوف
رغد : تفتكر خالتي هتتقبل أميرة لم تعرف أنها مطلقة ؟
أنا خايفة على شعورها أوي في المقابلة دي
يونس : خالتك طالما شافت أن سعادة ابنها مرتبط بيها ، اعتقد ممكن تتنازل طالما ابنها هيكون مبسوط ، أي أم عايزة تشوف عيالهاىسعداء حتى لو القرار ده ضد رغبتهم ، وإياد مش صغير ده شاب ناضج ومتعلم وعارف هو بيعمل ايه ؟هتوافق إن شاء الله
في المساء
استقبل الجميع أميرة بصدر رحب وابتسامه ولكن هي كانت تشعر بالتوتر والقلق من رده فعل والده إياد عندما تعلم أنها مطلقة
بعد الكثير من الترحيبات والمناقشات العامة
وخصوصا أحلام استلمت أميرة في الاسئلة الخاصة بشئون حياتها
أحلام: حلو أوي ماشاء الله عليكي ، قوليلي يا حبيبتي أنتي اتخطبتي قبل كده ؟
أميرة : أيوة بس …… وصمتت
أحلام : بس ايه ؟ كملي
إياد مكملاً : أميرة مطلقة “بكر” يا أمي
تنهض أحلام بصدمة أردفت : نعم مطلقة ؟ يااااادي المصيبة
نادية : مصيبة ايه بعد الشر ” بكر ” يا أحلام متكبريش الموضوع
أحلام : هتفرق يا ختي وايه اللي حصل خلى جوزها يطلقها وهي على البر أكيد وراها مصيبة أو معيوبة
” هذة حقيقة مجتمعنا عزيزي القارئ يطلق أحكاماً سامة على ظواهر الموضوع وهم لا يعلمون أي تفاصيل عنها “
أميرة بحزن داخلي ودموعها مهدده بالسقوط : أنا لازم أمشي
نهض إياد يستند على عكازه: استني
وجه بصره لوالدته وأكمل يا أمي افهمي الحكاية الأول وبعدين أحكمي
أحلام: مستحيييل أوافق على واحده زي دي أبداً الموضوع منتهي يا إياد
كادت أميرة أن تغادر قاطعها إياد وهو يقبض على كفها نظر لوالدته وأردف : وأنا اختارت يا أمي ومش هتجوز غير أميرة يا هي يا هفضل من غير جواز طول عمري ، وبعدين انتي مش كان نفسك تفرحي بيا وأنا حققت أمنيتك اهو
أحلام : مطلقة يا إياد ؟! بقى ابني الدكتور يوم ما يتجوز ، يتجوز مطلقة أي كان وضعها
إياد : الهوى غلاب يا أمي وأنا اختارتها بقلبي وعقلي
أحلام : برضه مش موافقة
رغد : مالها المطلقة يا خالتي ، أنتي لو عندك بنت في حاله أميرة وجالها دكتور كنتي هترفضي ؟
نادية : جاوبي يا أحلام ساكتة ليه ؟
أميرة وهي تحاول أن تفلت يدها من يد إياد ولكنه لا يريد أن يتركها
لفت انتباهها كف يد ابنها وهو متمسك بكف أميرة لا يريد تركها أردفت : أنا قولت رأيي جواز أميرة من إياد مرفوض
وكادت أن تخرج من غرفة الضيوف أوقفها حديث إياد : لدرجة دي أنا مش فارق معاكي يا أمي عايزة تدمري سعادتي وتبعدي حبي عني عشان أعتقاد معقد ، ده جواز يا أمي مش علاقة مؤقتة أنا خلاص قررت هتجوز أميرة قراري النهائي
التفتت له واقتربت منهما ونظرت لايديهما المكبلة ببعضهما أردفت : يا أمك يا جوازك من السنيورة بتاعتك أختار يا ابن بطني
بعد أن أنهت حديثها نظر الجميع لها بصدمة
جملتها نزلت على أذن إياد مثل الخنجر مزق قلبه لم يكن يتوقع أن والدته تضعه في هذا الموقف
يكون مخير بين وعده ، ورضا والدته
إياد ……………..
تتوقعوا رد فعل إياد ايه ؟ وهيختار مين ؟
_ أمل أحمد
اترك رد